GuidePedia

0


شكّلت عملية اغتيال الأسير المحرر في صفقة وفاء الاحرار مازن فقهاء، صدمة للاوساط الفلسطينية، بالنظر الى الأسلوب الإسرائيلي المستخدم وفي التوقيت والشخصية المستهدفة، ما يشير وفق مراقبون الى أن عملية الاغتيال كانت بمثابة إستدراج للمقاومة لمربع المواجهة من جديد.

ورغم عدم اعتراف الاحتلال بالوقوف وراء العملية، إلا أن المحلل بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة، قال: "إن الاحتلال عادة لا يعترف بمثل هذه العمليات، والعقيدة الأمنية الإسرائيلية لا تعترف بنشاطات الموساد ما عدا القليل منها، مثلما حدث في حادثة محاولة اغتيال خالد مشعل واضطر الاحتلال للإعلان عنها بسبب فشل العملية وضبط العملاء".

وأضاف: "أن عقيدة الاحتلال بملاحقة المقاومين خصوصا الذين أصابوا الاحتلال في مقتل، جعلت من فقهاء مطلوباً وملاحقاً منذ خروجه من السجن في صفقة التبادل".

وأوضح أن قرار الاغتيال صدر بمصادقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مبيناً أن الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" في قمة التنسيق بينهما وعلى ما يبدو أنها رأت التوقيت مناسباً لتنفيذ الاغتيال.

وهنا بيّن مأمون أبو عامر المختص في الشأن الإسرائيلي أن توقيت عملية الاغتيال ليس برئياً، والذي أتى عقب مناورات مفاجئة نفذها جيش الاحتلال، بمشاركة ألفي جندي من جيش الاحتياط الإسرائيلي حول قطاع غزة.

واستحضر أبو عامر تصريح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي بعد انتهاء المناورات، قال فيها: "نحن الآن مستعدون لوقوع حدث مفاجئ"، ولا يستبعد أبو عامر، أن تكون المناورات وهمية متعلقة بعملية الاغتيال.

وأوضح، أن المناورات قد تكون استعداداً ومن باب أخذ الحيطة، لما بعد تنفيذ عملية الاغتيال، فإذا ردت المقاومة فيبقى الجيش على أهبة الاستعداد، مشيراً الى أن قوات الاحتياط ما زالت موجودة على الحدود مع غزة "تحت غطاء" التدريب والمناورة.

وقال أبو عامر في حديث لشهاب: "قد تكون هذه التدريبات وهمية ومن أجل القيام بمهمة عسكرية، والتدخل مباشرة في حال اندلاع مواجهة بعد اغتيال الشهيد فقهاء".

وأضاف، أن الاحتلال اختار العمل الاستخباراتي وليس الحربي في عملية الاغتيال، دون الاعتراف رسمياً بعملية الاغتيال، حتى يلقي باللوم على المقاومة في حال ردت المقاومة على الاغتيال، كون العملية لم تتم مباشرة من الاحتلال.

وحول أسباب اغتيال فقهاء بشكل مباشر، أشار الى أن الشهيد يقود عمليات المقاومة بالضفة المحتلة، وقد رأى الاحتلال "أن التخلص منه في ظل اكتشاف المزيد من خلايا المقاومة أمراً ضروريا".

ونوه الى أن الاحتلال هو من يبدأ المعارك، متوقعاً أن تتكرر مثل هذه الاغتيالات، "فالأمر لن تقف عند اغتيال فقهاء، ولذا يتطلب من المقاومة الاستعداد للتعاطي مع الواقع الجديد الذي يحاول الاحتلال أن يفرضه على غزة، من خلال التركيز على التصفيات بالعمليات الاستخباراتية.

من جهته، علّق مصدر أمني علق لموقع "المجد الأمني" على حادثة اغتيال القائد مازن فقها بالقول :"حادثة الاغتيال الجبانة التي نفذها العدو الصهيوني لا تدل على قوته أو جرأته كما يحاول البعض أن يصور ما حدث، لأن الصورة مختلفة لدى من يقرأ الواقع بتمعن".

وأشار إلى أن حادثة الاغتيال تؤكد بشكل قاطع أنها دليل ضعف في دولة الكيان، مؤكداً أن العدو لجأ لمثل هذا الأسلوب لأنه يخشى الإعلان أنه يقف خلف عملية الاغتيال.

وأوضح أن دولة الكيان كانت عندما تريد أن تغتال مقاوماً تقوم بقصفه بالطائرات ثم تدفع بناطق باسم الجيش يعلن أمام الكاميرات تنفيذ عملية الاغتيال بكل جرأة ووقاحة وتهديد لكل ما يهدد أمن إسرائيل.

وشدد على أن الواقع خلال الفترة الحالية يشير إلى أن المقاومة فرضت معادلتها وقوتها على العدو حيث بات يخاف من الذهاب لمواجهة أو حرب جديدة

ويتوافق اللواء يوسف الشرقاوي المحلل والخبير العسكري مع رأي أبو عامر، بأن عملية الاغتيال تتطلب رداً من المقاومة لموازنة حالة الردع، "لأن الصلف الإسرائيلي لا ينتهي إلا بردعه إذا لم يرتدع العدو سيرتكب المزيد من الاغتيالات".

إرسال تعليق

 
Top